الابتكار هو فن التعامل مع عدم اليقين
م. بسام الخراشي
استضفنا المهندس بسام الخراشي في ويبنار بعنوان “الابتكار في ريادة الأعمال” وهنا ملخص الويبنار:
ريادة الاعمال حلم يصبو اليه الكثيرين وهدف يسعى إليه المتميزون وهو نتيجة لعمل دؤوب مستمر وجهد متواصل لمشروع مبتكر، حيث تأتي أفكار المشاريع المبتكرة وكيف نحول هذه الأفكار الى منتجات مبتكرة، وتختلف الأساليب والأدوات حسب المدارس الابتكارية المختلفة.
تأتينا الأفكار في كل وقت صباحاً ومساءً وفي كل حين، عندما نعايش مشكله او تحديات نمر بها او يمر بها من حولنا تأتينا أفكار وحلول لكن للأسف حسب الدراسة العلمية فإن 97 % من أصحاب الأفكار لا يتخذون أي خطوات لتنفيذها وأبرز الأسباب الخبرة والمعرفة والرغبة والمخاطرة.
لأنقل فكرتي إلى مشروع ريادي يجب أن تمر بدورة مكونه من أربع مراحل تمر بها جميع المشاريع الريادية سواء بإدراكهم أو لا، وهذه المراحل تقلل من المخاطر والتحديات التي تواجهه المشروع لاحقاً وترفع نسبة نجاحه وعلى عكس ما يحدث حالياً حيث ينطلق أصحاب الأفكار للتنفيذ مباشرة مما ينعكس على المخاطر والتحديات والاخطاء والتكلفة العالية التي يواجهها خلال رحلته. هذه الرحلة عبارة عن مراحل أولها ان احول فكرتي الى مفهوم وهو ما يسمى بمفهوم المشروع والثانية انطلق من المفهوم الى النموذج الأولي ومن النموذج الاولي الى المنتج MVP ومنه الى السوق.
ويجب أن تحقق فكرتك في المقام الأول ثلاث عناصر رئيسية وذلك خلال مرورك بالمراحل الأربع أعلاه، يجب أن تكون الفكرة سواء كانت منتج أو خدمة مرغوبة من الجمهور، وقابلة للتطبيق مع العلم انه يوجد أفكار مرغوبة ولكنها غير قابلة للتطبيق او من الصعب تطبيقها لوجود تشريعات تمنعها او تحديات تقنية، واخيراً ان تكون مجدية.
كما تحتاج كرائد اعمال ان تطور مهاراتك وتحتاج التفكير الإبداعي فكل شخص يولد مبدع لكن البيئة والتجارب التي يمر بها قد تؤثر على هذا الابداع لذا يجب ان تزيد خبراتك وتطور معارفك وتوسع مجال تجاربك لتتعلم أدوات الابداع والابتكار المختلفة وبذلك تضمن تطور مهاراتك الإبداعية.
ومن هنا ينطلق رائد الأعمال لهذا النموذج اللي يبدئ من الفكرة في المنتصف حيث تصف فكرتك في اقل من 140 حرف لتكون في جمله سهله و سلسله للآخرين ومن ثم تنطلق لتبني مفهوم الفكرة Business Concept ومن ثم تصميم النموذج الأولي وفي هذه المرحلة ابدأ بمشاركة فكرتك وتسمى بالمشاركة الاجتماعية والهدف منها هي ان تنضح فكرتك اكثر قبل ان تبدأ في المراحل الأخرى حيث قد تكون المراحل الأخرى أكثر تكلفة , و في هذه المرحلة اذا وجدت ان فكرتك تحتاج الى المزيد من التطوير فقم بإعادة الخطوات الأولى وذلك بالعمل على وصف الفكرة ومن ثم تصميم المفهوم Business Concept و من ثم النموذج الاولي . اما ان كانت نتائج المشاركة الاجتماعية جيده ومرضيه فانتقل الى تصميم وبناء المنتج ومن ثم الى إطلاق المنتج التجريبي واخيراً للتخطيط للإطلاق الفعلي للسوق، ومن ثم نعود من جديد لتطوير المنتجات والخدمات في هذا النموذج باستمرار وذلك لضمان تطوير المنتج او الخدمة ونجاحها.
وبالعودة الى تصميم مفهوم المشروع Business Concept فإن الابتكار هو الى حد ما فن التعامل مع المجهول حيث لو كانت كل الأمور معلومة و واضحة امامنا لما سمي ابتكار , وأول ما نبدأ في تصميم مفهوم المشروع Business Concept نكون في حيره وارتباك و حولنا متغيرات وعناصر كثيرة مجهولة بالنسبة لنا حيث ان بناء مفهوم المشروع Business Concept له دور أساسي في ترتيب أفكارنا بشكل واضح و سهل و ننطلق تالياً الى مرحلة النموذج الأولي حيث لا يزال هنالك بعض الغموض لكن عندما نبدأ باختباره تبدأ الأمور في الوضوح لننطلق للمنتج MPV ليكون جاهزاً للإطلاق.
في هذه المراحل الارتباك والتردد والغموض طبيعية وأسوأ ما يفعله رائد الأعمال هو أن ينطلق من الفكرة للتنفيذ مباشرة ولديه هذا الغموض حيث يتواجد في عناصر كثيرة غير معلومة مما سيؤثر لاحقاً على طريقة تنفيذه للمشروع حيث سيواجه الكثير من الأسئلة التي ستكون مجهولة بالنسبة له مما يزيد الصعوبات أمامه وبالتالي يعطي نتائج سيئة.
لذا تحتاج كرائد أعمال بان تعمل على مفهوم الفكرة حتى تنضجها لتنضح أفكارنا وشخصياتنا معها وبالتالي نرفع من نسب نجاح مشروعك بأذن الله.
احد مصادر الأفكار المبتكرة وتعد من المؤثرات على طريقة تفكيرنا و تبنينا للأفكار التوجهات او ما يعرف بالـ Trend حيث تؤثر بشكل كبير على غالبية الناس مثل موجه عربات الطعام المتنقلة تلتها موجة مقاهي القهوة المختصة ومن ثم ظهرت موجة تطبيقات الأجهزة الذكية وهذا طبيعي فالريادي الناجح يفهم هذه التوجهات و يكون مستشرف للتوجهات والموجات القادمة بحيث يستطيع ان يحقق النجاح فيها فإذا بدأت هذه الموجة بالاختفاء والانهيار يكون جاهز لتوجه وموجه جديده ليحقق الاستدامة والنجاح في مشروعه , ولهذه التوجهات مصدرين الأول عامة الناس حيث تقوم على مراقبة سلوكيات الناس و تصرفاتهم و من ثم توقع توجهات معينة يستفيد منها في عمل مشاريع ناجحة , والمصدر الثاني هي الشركات الكبيرة و مراكز الأبحاث العلمية والحكومات و التشريعات فلدينا في المملكة اليوم رؤية 2030 التي قامت أحدثت توجهات جديدة لمشاريع جديدة في محالي الترفيه و جودة الحياة . وهذه التوجهات قد تكون على مدى قريب فتظهر فجأة ثم تختفي بحيث مداها الزمني قصير مثل عربات الطعام والقهوة المختصة، وقد تكون على مدى طويل مثل رؤية المملكة 2030 بحيث قد تأخذ فترة طويلة ليظهر أثرها.
وعاد المهندس بمثال لتوضيح مفهوم المشروع Business Concept حيث طرح مثال من يحب الاكل العضوي ويهتم به وللأسف هناك شح كبير في هذا المجال فالمطاعم العضوية والمزارع العضوية نادرة و قليلة لذا خطرت له فكره ان يقدم هذه الخدمة فبدأ بالبحث عن العميل المستهدف لهذه الخدمة و يطلق عليها شخصية العميل Personal ويستخدم لتحديده وتصويره أدوات مختلفة ومن هذا البحث صمم خارطة النظام البيئي للمشروع والمقصود بها العناصر التي تؤثر على المشروع مثل المحل والناس وطريقة تفاعلهم مع الخدمة وما الى ذلك، وبدء بعمل تطبيق ليكون هو العنصر الرئيسي فيها ومن ثم انطلق ليصمم رحلة عمل العميل أو لوحة قصة العميل ومن ثم جهز هوية بسيطة ومن هذا كله بدء يكتشف أشياء جديدة حيث ان عملية المحتمل يبحث عن الأكل العضوي ويهتمون بزراعة الأكل العضوي ويحتاجون إلى أدوات للاهتمام بمزروعاتهم ومن هنا ظهرت له ثلاث خدمات مختلفة يستطيع تقديمها في مشروعه، ومن هنا تظهر أهمية بناء مفهوم المشروع حيث تتمكن من فهم احتياجات العميل بشكل كامل و تنطلق منها لتطوير فكرتك، وهذا لا يعني أن تنفذ كل هذه الخدمات بل ان تبدء بفكرتك ومشروعك و تكون قادر على مواجهة التحديات و مستعد للمراحل والفرص القادمة في المشروع.
ثم استعرض المهندس أداة قطع الليجو وهي من الأدوات التي تستخدم في تصميم مفهوم المشروع وتستخدم في بناء المشاريع وتطويرها وهذه الأداة لها طريقة بالتطبيق والتنفيذ وأسلوب عمل تبدأ بسرد قصة المشروع ومنها ننتقل لتطبيقها وتصميم النماذج الخاصة بها. وبهذه الأداة نكون انتهينا من جزء بناء مفهوم المشروع حيث من المفترض أن تصبح رؤيتك لمشروعك واضحة والتحديات المتوقع مواجهتها ونقاط القوة والضعف وأمامنا صورة واضحة لهذا المشروع حيث سيكون مثلا محل او تطبيق جوال ولننتقل لأعداد النموذج الأولي والذي سيكون بسيط بأدوات بسيطة مستهلكة لتساعد على اتضاح رؤيتك للتنفيذ.
استعرض المهندس 7 أدوات تساعد على إعداد النموذج الأولي هي:
1. أداة القصة المصورة Story Board:
فمثلاً لو لدي خدمة أقدمها فلتبدأ برسم الخدمة واتخيل مراحل المشروع لتنتهي بالسيناريو الخاص بها بحيث يكون واضح أمامك خطوات تقديم الخدمة من خلال هذه القصة.
2. أداة خارطة النظام:
تستخدم بشكل خاص للمشاريع الكبيرة التي تحتوي على أطراف كثيرة ومتنوعة وفيه نوع من التعقيد بحيث تبدأ ببناء خريطة المشروع ليكون لديك تصور كامل له، في الصورة أعلاه خارطة النظام لمشروع مستشفى.
3. أداة البناء التكراري:
وهي أداة لبناء نموذج العمل باستخدام الورق والفلين والكارد بورد ففي الصورة محاولة لابتكار أجهزة اتصال بالورق ويستخدم بكثرة.
4. أداة النموذج المفاهيمي:
ويستخدم مع المنتجات ففي الصورة أعلاه أفكار في صناعة الصابون ويستخدم هذا المفهوم لتوضيح الاشكال والاحجام وطريقة استخدامها بحيث نستطيع أن نراها كيف ستكون على أرض الواقع.
5. أداة صورة الخدمة:
تستخدم ليكون عندي تصور واضح للمكان المستخدم لتقديم المنتج او الخدمة فيه بحيث ابد برسم العناصر فيها واتخيل كيف ستحدث.
6. أداة تصميم نموذج بالحجم الطبيعي:
وتستخدم مع المنتجات تحديداً ويستخدم فيها الطابعات الثلاثية الأبعاد لتصميم المنتجات بالحجم الطبيعي له ومن الممكن تجريبيه وتشغيله.
7. أداة تجربة العميل
وتستخدم بشكل واسع وفي الصورة استخدمت في تصميم تطبيقات الجوال حيث تم صناعة شكل التطبيق والتعامل معه عبر الورق حيث تبدأ برسم الخطوات وتصميمها على الورق ومن ثم تحريكها لتجرب الخطوات.
تبرز أهميته في تكلفته المنخفضة وتعتبر من الأدوات الممكن تطبيقها بسهولة وذلك بهدف طرح الفكرة مع أفراد من فئات مستهدفة لاختبارها عبر النموذج الأولي.
لمزيد من المعلومات انقر هنا
بعد الانتهاء من النموذج الأولي والمشاركة المجتمعية ننتقل الى المنتج MVP والمقصود به الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق و تبرز أهميته في تقديمه تغذية راجعة لتطوير المنتج في المستقبل مع الأخذ بأسلوب الحذف فلو كان لهذا المنتج مميزات اطلقنا عليها س و ص و ع ، فلتجرب ان تقوم بحذف س و ص لتختبر المنتج بالميزة ع فقط وهكذا مع الميزات الأخرى، ففي مثال السابق الخاص بالأكل العضوي وجد أن العملاء المستهدفين يرغبون بمنتجات عضوية و بورش عمل لزراعة الأكل العضوي في منازلهم و يحتاجون من يوفر له أدوات زراعة الأكل العضوي ومن هنا تستطيع ان تجزء منتجك لتقدم ميزة واحدة فقط وعند نجاحها تتنقل للأخرى وهكذا . ومنها أستطيع ان اختبر الفكرة وردة فعل العملاء عليها لتنطلق للمنتج الفعلي لاحقاً.
ومن أساليب وطرق تصميم وبناء MVP:
1. نماذج قوقل
حيث يمكنك وضع نموذج مبسط عن طلب منتج أو خدمة.
2. فيديو تعريفي
فيديو تعريفي يشرح فكرة الخدمة أو المنتج.
3. التعهيد الاجتماعي
مواقع تطرح فيها فكرتك وتقييمها حيث إذا وصلت لعدد طلبات معين تقدم لهم الخدمة بعد فترة معينة.
4. صفحة الوصول
صفحة تعريفية للمنتج أو الخدمة
5. تطبيق أو موقع بواجهة أمامية صفحة انترنت او موقع لطلب المنتج او الخدمة.
بعد الانتهاء من المنتج ننتقل للتخطيط للإطلاق التجريبي وذلك بعمل دراسة جدوى ودراسة للسوق حتى يتم الاطلاق الفعلي للمنتج، وهذه الرحلة قد تكون طويلة لكنها تزيد من فرص نجاح مشروعك وتخطي التحديات والصعوبات كما تقلل نسب الأخطاء والمشاكل اللاحقة.
للمزيد من المعلومات عن أساسيات تأسيس الشركات الناشئة انقرهنا
ولتكتشف عالم ريادة الأعمال انقر هنا