24 نوفمبر، 2019

Xers 2: كيف تصبح رائد أعمال رقمي ناجح في…

admin

في لقاء Xers الثاني وتحديداً في يوم الثلاثاء 19 فبراير 2019، اجتمع أكثر من 200 شخص في أبها الجديدة للنقاش حول: كيف تصبح رائد أعمال رقمي مميز في المستقبل؟ وتم استضافة عدد من الخبراء المهتمين بمجال ريادة الأعمال والتكنولوجيا وهم:  

  1. المهندس سامي الحصين نائب محافظ هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
  2. الدكتور محمد الركيان خبير في تأسيس الشركات الناشئة.
  3. الدكتور مصطفى يولداش أستاذ علوم الحاسب الآلي المساعد بجامعة أم القرى.
  4. رائد الأعمال نايف السمري أحد الشركاء المؤسسين في تطبيق مرسول.

مقدمة:

أظهرت إحدى الدراسات الأمريكية بأن الناس يستغرقون ما يقارب من 12 ساعة في استخدام الهواتف النقالة يومياً. وفي دراسة أخرى وصل عدد التطبيقات التي تم تحميلها عام 2017 ما يقارب من 178.1 مليار تطبيق حيث حصل تطبيق WhatsApp على المرتبة الأولى من حيث عدد التحميلات متجاوزا Facebook و Gmail و Twitter و Skype. الجدير بالذكر بأن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى من بين الدول الأكثر استخداما لهذا التطبيق. مما دفع شركة فيسبوك لشراء شركة واتس اب بقيمة 19 مليار دولار. كيف وصل تطبيق مثل الواتس آب الى هذه المرتبة العليا في الاستخدام وفي القيمة السوقية؟ ما هو سر النجاح؟ وماهي الدروس المستفادة لكل رائد أعمال رقمي؟ ملخص الإجابات في النقاط التالية واللقاء كامل في الفيديو.

ماذا تعني ريادة الأعمال؟

تعني ريادة الأعمال أن تمتلك فكرة وتسعى في تحويل الفكرة إلى منتج.   يقول م. سامي الحصين “ريادة الأعمال صفة إنسانية يتوصل إليها بالمثابرة والمرونة. رائد الأعمال الناجح يبحث عن المشاكل ويسعى لحلها خارج الإطار التقليدي لها. نضرب مثالا لصاحب ويكيبيديا الذي كان يحب الموسوعة البريطانية، لكنه لا يستطيع شرائها ولا اقتنائها من مكتبة الجامعة؛ فقرر أن يحاول توفيرها لجميع الناس بطريقة ما (وهذا جزء الابتكار)، وذلك ما دعاه إلى تأسيس ويكيبيديا”.

 د. محمد الركيان يصف رائد الأعمال بأنه الشخص الذي يكون لديه فكرة لمنتج معين يسعى لتطبيقه. وليس بالضرورة أن يكون متفرغا بالكلية لهذا العمل أو يملك شركة. وقد يكون رائد أعمال في غير شركته. الريادي نايف السمري يؤكد أن ريادة الأعمال ليست محصورة في عالم التطبيقات فقط؛ فتطبيق (كريم) مثلا لم يكن تطبيقا في أول الأمر بل كان رقم هاتف يُتصل به للحجز؛ ثم أصبح تطبيقاً. فعندما أصبح هناك حاجة تم تغيير نمطية التفكير ونموذج العمل ليتناسب مع الاحتياج التوسعي للمشروع الريادي. كما أقترح قراءة كتاب (نموذج العمل التجاري) الذي يلخص فكرة الريادة التقنية.

ماهي مراحل ريادة الأعمال؟

تطرق الدكتور محمد الركيان للمراحل التي يمر بها أي رائد أعمال وهي كالتالي:

أولا: مرحلة استكشاف الذات:

يجب أن تكون رؤيتك واضحة، وفهمك لذاتك وحلمك واضح؛ وذلك تحديدا في أربعة أشياء جواب لهذه الأسئلة:

  • ما هو حلمك الكبير؟
  • ما هي الأهداف التي تساعد على تحقيق هذا الحلم؟
  • ما هي قيمك الشخصية (كالمغامرة مثلا)؟
  • ما هي مهاراتك الفردية؟

ثانيا: مرحلة استكشاف المنتج ونموذج العمل:

قبل أن نشرح هذه المرحلة يجب أن نعلم الفرق بين الشركة الصغيرة والشركة الناشئة. بعض الناس يعتقدون أن الشركة الناشئة هي مرحلة قبل الشركة الصغيرة؛ وهذا غير صحيح. الشركة الناشئة تكون في الغالب مبنية على ما يسمى بـ”القيمة”؛ أما الشركة الصغيرة فمبنية على القوائم المالية ونحو ذلك. أما طريقة تقييم الشركات فلا يوجد طريقة متفق عليها، وفي الغالب يكون ذلك مبني على “مستقبل الشركة”، وكذا البيانات وطريقة تحليلها. تأسيس الشركة الناشئة يرتكز على الابتكار، وهذا لا يسمح بالقيام بدراسة الجدوى من أول يوم. هذه المرحلة تسمح باكتشاف الخدمة التي يقدمها صاحب الشركة (أو منتج) ونموذج العمل؛ وهذا يأخذ من المؤسس وقتا يجعل من ترك الوظيفة أو الدراسة فورا أمر خاطئ.

ثالثا: مرحلة الاستثمار

في هذه المرحلة يكون المنتج ونموذج العمل واضحا؛ فيبدأ رائد العمل الاستثمار، ولا يشترط أن يكون خارجيا؛ بل قد يكون استثمارا مع نفسك، لأنك في مرحلة الاستكشاف حصلت على البيانات التي تؤهلك لعمل دراسة الجدوى ومسار العمل خلال السنوات القادمة من الاستثمار وإنفاق الصك المالي الخاص بالمشروع.

ماهي قصة نجاح مرسول؟

يعتبر مرسول إحدى الشركات الوطنية الناجحة، يلخص الريادي نايف قصة مرسول في التالي: “كنت كأي شخص أملك مشروعا بعيدا عن فكرة تطبيق مرسول. وكان أهلي يتصلون بي دوما لإيصالهم إلى مكان ما أو لأحضار غرض ما فكنت أوكل المهمة إلى أحد أخوتي، فإذا لم يجدوا أحداً كان لزاماً علي أن ألبي طلبهم. وخلال إحدى رحلات إيصالهم وما ترتب عليها من جهد ووقت خطر ببالي فكرة مرسول (وهنا نتكلم عن الاحتياج).”

ويذكر الأستاذ نايف أنه برغم ما وصل اليه التطبيق من نجاح فقد واجهه الكثير من المصاعب ابتدأت برفض واستغراب لفكرة التطبيق، وصعوبة إيجاد شريك نجاح. كما نبه على ضرورة فهم التخاطب الاجتماعي لرائد الأعمال. ونصح الحضور بالالتحاق  بدورة الذكاء العاطفي المقدمة على منصة KKUx.

ومن ناحية إرضاء العميل؛ كان الحرص شديدا، لذلك وضعت الشركة قائمة تسمى بقائمة الطلبات التي بها مشاكل ، الهدف منها إصلاح الخلل الذي بها من تقييم للمندوب، أو رفض طلب وغير ذلك … وكان التعامل مع الحاضنات (المرشدين) له دور في إنجاح ذلك.

ويختتم قائلاً بأن ما نراه مزهرا من أرقام وإحصائيات التطبيقات المشهورة المذكورة قد تخفى عنا كواليسها وطرق الوصول إلى النجاح؛ فمن أراد ريادة الأعمال فليتحمل جهد بلوغ هذه الأرقام.

ما أنواع التمويل التي يحتاجها رائد الأعمال؟

في رحلتك الريادة ماهي أنواع الدعم التي تحتاجها؟ هذه بعض أفكار ضيوف اللقاء:

يؤكد الريادي نايف أنه ينبغي لرائد الأعمال أن يحصّل ثقة الـ3F؛ Family، Friend، Fund فإذا لم يحصل ذلك وجب تغيير الفكرة والبحث عن حلول عند المرشدين من خلال الحاضنات.

ويشدد م. سامي على أهمية الـ 3F في مجال ريادة الأعمال: Family, Friend, Fund وتحصيل الثقة فيهم والإيمان بالفكرة وبمستقبل الفكرة كما ذكرنا في البداية؛ والتضحية بالوقت والمال الخاص؛ هذا الذي يطرح مرحلة جذب رؤوس الأموال أو التمويل المختلف: المستثمرين الملائكيين؛ الذين يستثمرون في الأفكار. وكذا دور الحاضنات والمسرعات. إلى هذا الحين تبدأ مرحلة التمويل بشقيه: الاقراضي والرأسمالي (الحكومية وغيرها).

كما علق د. محمد على ضرورة تحديد أوجه صرف رأس المال؛ وهذا ما يعانيه أكثر رواد الأعمال ما يجعلهم يختلقون مشكلة نقص رأس المال وأشاد بنصيحة أحد رواد الأعمال له: اعرف أرقامك !! وأما من يغيب عنده رأس المال، فلا سبيل له إلا أصحاب الاختصاص في هذا المجال ومن يستثمرون في الأفكار أو المنتجات الأولية. فيتطلب ذلك عملية بحث شاملة حتى الفكرة بحد ذاتها.

ما هي المهارات اللازمة لرائد الأعمال المميز؟

يؤكد م. سامي على أن رائد الأعمال يحتاج إلى خمس مهارات رئيسية: الانتباه، والمنظور، والخيال، والتجريب، والاستكشاف. يضيف د. محمد إلى هذه المهارات: مهارة البيع؛ بالإضافة إلى مهارات أخرى كالتواصل والإلقاء والذكاء العاطفي ونحو ذلك. فإذا حققت مهارة البيع حققت المهارات التي تندرج تحتها. ونفى د. مصطفى ضرورة التقيد بالتخصص بالتقنية بحد ذاتها؛ وقال أن العالم يتجه نحو إبراز المهارات وتعزيز الأفكار بين التخصصات لضمان شمولية أكبر تسمح بتحقيق الفكرة. كما أكد ذلك الريادي نايف برغم تخصصه كمهندس معماري إلا أنه نجح في تجربته الريادية حيث استعان بمن يتولى الجانب التقني والبرمجي من المشروع بمساعدة شريكه. وذكر ان الشغف هو ما جعله يسعى إلى تحقيق ما وصل إليه الآن. مؤكداً على ان الشغف لا يستطيع أن يقف أمامه شيء، وذلك بتهيئة الجو المناسب لتحقيق هذا الشغف. والمقصود بالجو المناسب توفر الشبكة الداعمة ذات الميول المشتركة مثلا، وحضور الدورات التعليمية، ومصاحبة أهل الاختصاص ونحو ذلك.

لابد أن يدرك أي ريادي بأن الطريق طويل ومليء بالتحديات اليومية وهو ما يصنع الفرق بين جمهور رواد الأعمال، يقول نايف السمري “المشاكل تطرأ بشكل يومي والسعي لحلها واجب، لكن الشغف لا يجعلها بكل تلك الأهمية”  ثم ركز على ضرورة وجود الشريك خاصة لأصحاب الهمم العالية، واختيار الشريك لا يأتي بشكل عفوي بل هو شريك مكمل لك. بينما علق د. محمد على هذه المسألة بذكر تضارب الآراء بين الناس في مواصفات الشريك بين من يقول بتوافق الشريك في صفاتك ومن يقول بوجوب تكميله لك؛ وحاصل ذلك أن الشريك يجب أن تتوفر فيه ثلاثة شروط: أن يكون متوافقا معك في الحلم والأهداف والقيم، ومكملا لك في موضوع المهارات والقوى. وفي هذا الموضوع يبرز كتاب اختبارات Strengths Finder.

كما اتفق الجميع على أهمية الشغف حيث هو الأصل في نجاح أي عمل. ذكر الاستاذ نايف السمري بأنه “من الضروري توفير البيئة للعمل، فالبيئة هي وقود الشغف”. م. سامي يرى أنه: “ليس الأصل أن تكون الفكرة جديدة؛ فحتى ستيف جوبز يقول أنه يأخذ الأفكار ويطورها؛ فأهم شيء أن لا يقف الإنسان عن العمل. العصر الذي نعيشه هو عصر المنصات: أن تربط طالب الخدمة بمقدمها هو أساس ذلك. أما عن ما يصطلح عليه (القيمة الصفرية) فمعناه أن أي زيادة في نظامك أو شركتك لا يكلفك مالا؛ هذا عين النجاح. فبهذه المبادئ تتأسس الثورة الصناعية الرابعة والحديث عن تقنيات المستقبل كما يُذكر عن بروفيسور أن الجامعات ستصبح متاحف، وهذا بعد طغيان عصر المنصات. ولا يجعل الرائد نصب همه المكان؛ فعصر الرقمنة لا يهتم بالمكان؛ فترانا نشتري من أمازون مثلا ولا نعرف أصلا مكان التصنيع”. د. محمد يشدد على أهمية توليد الفكرة ذاتيا، بخلاف سرقة الأفكار، وهذا راجع إلى المهارات المذكورة سابقا من انتباه واستكشاف حلم وغيرها. ولا ينفي ذلك نسخ الأفكار وتطويرها. والأهم من ذلك إنجاح الفكرة، فالأفكار موجودة بكثرة ولكن من لها؟ إذن فالسؤال الجوهري هنا: ما هي الفكرة المناسبة لك أنت؟. كما علق د. مصطفى على مشكلة “الإفصاح عن الفكرة” وخطورة فقد الفكرة ؛ ونبه على ضرورة التمليك الفكري عن طريق نموذج بيان أولي للفكرة. إن السبب الرئيسي لنجاح الفكرة بعد التوكل على الله: الجانب التقني. ومن أهم العوامل التي تساعد على تداول الفكرة وإنجاحها المسرعات والحاضنات واعتماد الإرشاد كما سبق ذكره. أما عن تسجيل الابتكار فالهيئات الرسمية كهيئة الملكية الفكرية تسمح بذلك بسلاسة. فيما علق د. محمد على ضرورة السير وقال أن رائد الأعمال لا يحتاج إلى تصريح من جهة حكومية أو نحوها؛ بل أن ذلك قد يعرقل مساره ويصنع عقبات قد تكون وهمية. فمصطلح (الميزة التنافسية) يعين على فهم ذلك والكلام فيه يطول، ويرجع فيه إلى كتاب (قوى بورتر الخمس).

تسجيل فيديو للقاء

صور اللقاء